هناك كتب عندما أراها في مكتبتي أتذكر مشروب معين أو حلوى معينة كنت أكثر من تناولها في فترة قراءتي لهذا الكتاب وكتب أخرى تذكرني بأماكن مختلفة وظروف مختلفة ولحظات مختلفة.
فأثناء قراءتي كتاب "ركوب التيار" لأغاثا كريستي كنت دائمًا أحتسي كوب من الكابتشينو بالفانيليا ومن وقت لآخر أتناول معها شوكولا جالاكسي سادة.ومع تكرار قراءتي لكتب هذه الكاتبة المتميزة كان المشروب الثابت في تلك الفترة هو الكابتشينو بالفانيليا.
ومع روايات أخرى لكاتبة أو كاتب آخر يتغير هذا المشروب إما أن يكون شاي أو أميريكان كوفي بقليل من الحليب مع شوكولا سادة أو شوكولاته ساخنة أو كوكاكولا مع شيبسي بطعم الجبنة.
أحيانًا أحب أن أقرأ على ضوء الشموع فقط وأحيانًا على ضوء الأباجورة.
أحيانًا أقضي الليل بأكملة في القراءة.
كلما ذهبت عيني لكتاب قرأته من قبل أتذكر ذكريات قراءة هذا الكتاب وأشعر أنه ليس مجرد كتاب، بل أنه صديق عاش معي فترة وترك بي بعض من الذكريات والمشاعر وساعدني على التوقف عن التفكير في أشياء تزعجني وتبكيني.
هناك روايات أعيش معها وكأنها من أفراد عائلتي أضم نفسي لشخصياتها وأندمج معهم وأشعر بحزن كبير مع نهاية الرواية التي تركتني أن أكون لأيام أو أشهر شخصًا من أشخاصها.
هناك كتب تذكرني بأماكن كنت متواجدة بها أثناء قراءتي لها و أماكن أتمنى زيارتي مرة أخرى وأماكن قمت بزيارتها ولكنني لم يكن لي ذكريات تجعلني أذهب إليها مرة أخرى.
فأنا استمتع بعاداتي تلك أثناء القراءة وأتمني أن أظل صديقة ودودة للكتب والمكتبات التي أحبها جدًا.
