فكلما كانت تتذكره تحاول تناسي ما يدور بذهنها.تأخذ مج النسكافيه وتذهب لتعد لنفسها كوبًا آخر.
تحضر المكونات وتقوم بخلطها وبعد غليان المياه تقوم بصبها على المكونات وأثناء قيامها بخلط
المكونات مع بعضها تأتيها رائحة النسكافيه، وتأخذها الذكريات مرة أخرى فتتجاهلها وتستمر في التقليب.
فتراه أمامها يحيطها بنظراته التي عشقتها لسنوات كثيرة تبدأ المكونات في الذوبان.
تجري من الأمطار وتدخل المقهى وتشم رائحة القهوة التي تعشقها
تتأمل مجها في هدوء بعيون تحبس الدموع من أخذ مسارها
تنظر إليه وتشير إلى أنها تريد أن تجلس في هذا الركن من المكان
تتذوق النسكافيه وتضيف له المزيد من السكر وتحاول منع دموعها من الخروج إلى عالمها الجديد.
يخلع عنها معطفها ويجلسان بجانب بعضهما تنظر للمطر من نافذة المقهى ويأخذها صوته
عندما يقول "ما فيش أحلى من الجو دا المطر والقهوة وفيروز"
عندما يقول "ما فيش أحلى من الجو دا المطر والقهوة وفيروز"
تأخذ مجها وتعود إلى مكانها بجانب النافذة.
يأخذ يديها بين كفيه ليقلل من برودة يديها ويطلب من النادل إحضار كوبين من قهوتهم المفضلة.
تندفع في البكاء وتحاول عدم تذكر المزيد.
تنظر للمطر وتتأمل المكان والغربة التي تعيش فيها.
بنظره مليئة بالمرارة والحزن والدموع تسمع صوت فيروز
مازالت تغني كما كانت تغني لهم لليالي وليالي و سنوات.
مازالت تغني كما كانت تغني لهم لليالي وليالي و سنوات.
"حبيبي ندهني قلي الشتي راح
رجعت اليمامة زهر التفاح
رجعت اليمامة زهر التفاح
و أنا على بابي الندي و الصباح
و بعيونك ربيعي نور و حلي"
وكلما سمعت كلمة من الكلمات، تذكرت موقف و لحظات مرت.
كأنها في صراع مع ذهنها وكلمات فيروز.
تسأل نفسها في حيرة عن سبب تذكرها له بهذه الطريقة!!
تسأل نفسها في حيرة عن سبب تذكرها له بهذه الطريقة!!
هل المطر هو السبب أم حنينها إليه ؟!!
بعد مرور وقت قصير ينتشلها من التفكير جرس الباب جففت دموعها
بعد مرور وقت قصير ينتشلها من التفكير جرس الباب جففت دموعها
وذهبت لتفتح باب المنزل للزائر المجهول
الذي يزورها بدون سابق موعد. وفيروز مازالت تغني:
"و ندهني حبيبي جيت بلا سؤال
من نومي سرقني من راحة البال
وأنا على دربوا ودربوا على الجمال
يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي"
"و ندهني حبيبي جيت بلا سؤال
من نومي سرقني من راحة البال
وأنا على دربوا ودربوا على الجمال
يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي"