أيام شتوية




استيقظت في ميعاد متأخر، فقد كانت حتى فجر اليوم تستكمل قرائه الرواية
التي تأخذ حيز كبير من اهتمامها منذ بضعة أيام.
تذهب لتنظف وجهها وتغيير ملابس النوم التي ترتديها.
وتقوم بتشغيل السي دي بلاير على أحد أغانيها المفضلة لفيروز،
ثم تصنع لنفسها مج من النسكافيه الساخن.
تحضر المياه وتضعها في البراد.
وعند سماعها لصوت الأمطار تتوجه مسرعة إلى النافذة لمشاهدتها.
فنزول الأمطار يجعلها تتفاءل ويجعل إحساس جميل بالدفء يتسلل إلى داخلها.

تسرح بمخيلتها وتتذكر أحد أيام الشتاء التي مرت منذ ثلاث سنوات وتتذكر:
يومًا مميز جدًا في حياتها.

يومًا قابلته وجلست معه.

يومًا لا تستطيع نسيانه.

يومًا أكدت لها الظروف أن نهاية حبهما مستحيلة.

يأخذها صوت صفير البراد من ذكرياتها ويعود بها لأرض الواقع
فتذهب لعمل مج النسكافيه.
تبحث عن مجها المفضل للنسكافيه و
بعد اكتمال غليان المياه،
تضع ملعقتين نسكافيه ونصف ملعقة سكر وملعقتين من الحليب الطبيعي.
ثم تضع المياه الساخنة وتقلب بكل هدوء حتى تتأكد
من ذوبان جميع هذه المكونات مع بعضها .
تأخذ المج وقطعة شوكولاته وتدخل إلى غرفة المعيشة الخاصة بها.
تجلس بجوار النافذة بعد قيامها بفتحها لتتمكن من
مشاهدة أكبر قدر ممكن من هذا المشهد الرائع
للأمطار فالشارع يمر به عدد لا بأس به من السيارات والمارة.
والجو هادئ والأمطار تتساقط في تسلسل جميل.
تحاول إبعاد تلك الذكريات عن مخيلتها ويومها فلا داعي لجعل يوم
جميل مثل هذا كئيب وغامض.
تحتضن يداها مج النسكافيه حتى يصلها هذا
الإحساس بالدفء الموجود في سخونة
المج ويجعلنها تتناسى برودة المكان من حولها.
بعد أخذ أول رشفة من النسكافيه تشعرها بالمذاق الرائع الذي طالما،
عجزت عن وصفه فالقهوة من الأشياء التي يصعب عليها وصفها.
وخلال تفكيرها بذلك تتذكر نسيانها الرواية بغرفتها
تذهب لجلبها تفتح صفحاتها لتستكمل القراءة
داخل عالم تعشقه وتعشق كاتبته
التي دائمًا ما أمتعتها بمؤلفاتها الجميلة.ولكنها
تترك الرواية وتضع المج بجانبها
ليأتيها
صوت فيروز الذي يملء أركان المكان
ويزيد من جمال الجو الداخلي للمنزل:

أنا لحبيبي وحبيبي ألي
يا عصفورة بيضا لا بقي تسألي"
لا يعتب حدا ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي ألي"


لهذه الكلمات وقعها الخاص على قلبها حيث
تجعلها تعود لتتذكر من جديد
وتحطم جميع محاولات الهروب بداخلها
تعود الذكريات
ويبدأ قلبها بالخفقان
وتبدأ عيناها بالبكاء
تستسلم وتترك نفسها للذكريات والأسرار التي
دومًا تزورها بأيام شتوية مليئة بالأحلام والتأملات والذكريات.

هناك 11 تعليقًا:

  1. this piece of work just drives me into sweet memories rapped with tears

    ردحذف
  2. رائعة يا دينا

    مصطفى

    ردحذف
  3. جميلة أوي يادودو و ان شاء الله دايما


    Nabila

    ردحذف
  4. كلام رقيق كالعادة يا دوندون،حبيتها قوي ووصلني الإحساس قوي اللي في الكلام ما بين الدفء والنسكافيه الساخن وطعم ورائحة القهوة والذكريات والمطر والبرد



    Sherene Ahmed

    ردحذف
  5. انتي فعلا فنانة وموهوبة وأجمل ما فيكي هو حساسيتك المرهفة. أتمنى لكي مستقبل عظيم في الكتابة. أنا سعيدة اني قابلت واحدة زيك.

    Entesar Kalaf

    ردحذف
  6. أيام شتوية رائعة جداً

    Best Luck


    Eman

    ردحذف
  7. جميلة اوي يا دودو استمري ومتنسيش اجزاء حبيب وحبيبة زي ماقلتيلي.


    Randa

    ردحذف
  8. جميلة قوي يا دينا
    رحاب

    ردحذف
  9. طعم الذكريات مع طعم النسكافيه
    إحساس جميل

    ردحذف
  10. الله يا دينا أنا حسيت بسخونية مج النسكافيه وصوت المطر أنا عشت الحالة فعلاً

    شيماء

    ردحذف
  11. جميلة أوي يادود ربنا يوفقك
    ماريان

    ردحذف

تعليقات القراء